يواصل الصحفي والباحث الفرانكو ـ
لبناني أنطوان صفير عرض مقاربات سياسية حول واقع الدول العربية من خلال
إصداره كتابا جديدا موقعا بمعية الصحفي الفرنسي كريسيتيان شيسنو. ويحاول
الكتاب الكشف عن مختلف رهانات الدول الغربية في منطقة الشرق الأوسط،
وأشكال تعامل الأنظمة العربية الحاكمة مع التحوّلات العالمية.
تنطلق أطروحات الكتاب، الصادر عن منشورات كالمان ليفيه بباريس، بتقديم
قراءة شاملة حول أهم التحوّلات التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط، خصوصا
بعيد الحرب العالمية الأولى وما تبعها من طفرة استراتيجية تمثلت في اكتشاف
البترول بكل من العراق والمملكة العربية السعودية في الثلاثينيات، مما
ساهم، بشكل مفاجئ وجد متسارع، في تحويلها إلى منطقة استقطاب وبؤرة تواترت
سياسية متواصلة بلغت ذروتها عام 1948 مع تأسيس الدولة العبرية.
ويصف مؤلفا الكتاب الدولة العبرية بـ''الكارثة''، التي ما تزال تؤرق
الأنظمة الحاكمة وتشكل العثرة في وجه كل الحلول الممكنة بغية الحد من
الصراعات في المنطقة. كما أن المؤلفين لا يتوانيان عن الإشارة إلى مكانة
الإسلام ودوره متسائلين: هل الصراعات القائمة بمنطقة الشرق الأوسط حتمية؟
وهل بإمكان الإسلام التفاعل إيجابا مع مفاهيم الديمقراطية والجمهورية؟
ليشرع أنطوان صفير، صاحب كتاب ''نحو الشرق الغامض'' (2006) وكريستيان
شيسنو، احد الصحفيين الاثنين اللذين تمّ اعتقالهما ببغداد عام 2005، واحد
أهم المختصين في مسائل الشرق الأوسط في فرنسا، عبر مختلف فصول الكتاب، في
إعادة قراءة الراهن السياسي من خلال التركيز على محوري دور الغرب في منطقة
الشرق الأوسط وضرورة تحمل الأنظمة العربية إجمالا جزءا من مسؤولية حالة
الجمود المعيشة.
كما يخصص الكتاب، الذي ينتظر إعادة نشره في طبعة جزائرية، الشهر المقبل،
فصلا هاما لما يسمى ''تنظيم القاعدة'' من خلال العودة إلى جذور وأسباب
وظروف تأسيس التنظيم، إضافة إلى دور الإعلامي والقيمة الكاريزماتية التي
بلغتها القناة الفضائية القطرية ''الجزيرة'' التي يصفانها بقناة ''سي أن
أن'' العرب.